التثدي يصيب 30% من الرجال في منتصف العمر.
زيادة حجم الثدى عند الرجال والتى تسمى طبيا GYNECOMASTIA أو التثدي، هى حالة مرضية غالبا، وفيها يزيد حجم الغدد الثديية فى الذكر. هذه الحالة الشائعة تظهر في الرجال من مختلف الأعمار، حيث يعاني 75% من الشباب في مرحلة البلوغ من بروز الثديين بينما تنتشر بنسبة 30% بين الرجال ممن هم في منتصف العمر. ويجب التفريق بين التثدي المقصود هنا وعن حالة الزياده فى حجم النسيج الدهني في الذكور الشائعة لدى ذوي الوزن الزائد والتي يطلق عليها التثدي الزائف، وفي التثدي الحقيقي يزيد حجم النسيج الغددي في الثدي وهو حالة مرضية غير شائعة ومن أهم أسباب الحاجة لتقييم الثدي فى الذكور.
لماذا يحدث التثدى؟
عادة توجد الهرمونات الأنثوية (الايستروجين) والذكرية (التيستوستيرون) فى جسم الذكر والأنثى معاً وعلى حد سواء ولكن بنسب مختلفة، ويحدث التثدي بشكل أساسى بسبب خلل في نسبة الهرمونات الأنثوية فى جسم الرجل وزيادتها بشكل أكبر من مستوى الهرمونات الذكرية. الا انه من المهم الإشارة الى ان النمو الفسيولوجى الطبيعى لجسم الرجل يتضمن نسبة من التعرض للتثدي بشكل طبيعى، فإلى جانب التقدم فىي العمر والذي يقلل من نسبة الهرمونات الذكرية، يحدث التثدي عند الأطفال عادة لأسباب فسيولوجية مصاحبة للنمو عند الطفل وتختفي مع نمو الجسم بشكل طبيعي، كما قد يحدث التثدي في أثناء فترة البلوغ بسبب خلل في نسبة هذه الهرمونات والذي قد يؤدي الى زيادة نسبة الهرمونات الأنثوية في الذكر لفترة معينة مؤدية لزيادة حجم الثدي، وعادة ما تستمر هذه الحالة من حوالي 6 شهور إلى سنتين ثم تختفي وفي بعض الحالات القليلة قد تستمر أكثر من سنتين.
هذا التثدي الذي يحدث في حالة البلوغ ويستمر لفترة أطول من 12 شهرا قد يجعل الأنسجة في وضع التصلب وغير مستجيبة للعلاجات الدوائية، وقد يسبب ذلك على المدى الطويل مشكلات نفسية مثل الإكتئاب والعزلة وفقدان الثقة بالنفس عند الذكر البالغ. كما يجعل المصاب يميل إلى عدم التخلي عن ارتداء القمصان طوال الوقت فيتجنب المشاركة في الرياضة والنشاطات الجماعية التي يضطر فيها الرياضي إلى كشف صدره.
وفي العموم فإن 90% من اسباب حالات التثدي عند الرجل لاتكون معلومة، وفي الجانب الآخر (10%) توجد هنالك العديد من الحالات المرضية والتي قد تؤدي لزيادة حجم الثدي عند الرجل مثل:
- سوء التغذية أو حالات التعافى من سوء التغذية والتى تغير المستويات الطبيعية للتمثيل الغذائى في الجسم.
- مشكلات الهرمونات الذكرية والتي تؤدي لزيادة نسبة الهرمونات الأنثوية مثل العيوب الجينية (مثل متلازمة كلينفلتر)، او الأمراض التي تصيب الخصية عند الرجل وتؤدي الى ضمورها ومن ثم نقص الهرمون الذكري مثل الإصابات، الالتهابات، أو قلة وصول الدم للخصيتين نتيجة التواء الخصية.
- بعض الأمراض الأخرى مثل الفشل الكلوي المزمن وزيادة نشاط الغدة الدرقية وتشمع الكبد وأحيانا بعض الأورام والتي تغير من الحالة الهرمونية الطبيعية في الجسم مثل اورام الخصية.
- بعض الأدوية: مثل العديد من مجموعات علاج ضغط الدم، بعض المضادات الحيوية، بعض علاجات قرحة المعدة، علاجات سرطان البروستات، بعض أدوية القلب وعلاج الأيدز وبعض أنواع المخدرات مثل الهيروين والحشيش والماريوانا وكذلك بعض الزيوت العشبية التي تستخدم للعناية بالبشرة. ومن امثلة الادوية الشائعة هنا السترويد، والسيميتيدين، والديجوكسين، الديازيبام، النيفيديبين، ومدرات البول.
ماهى أعراض التثدي؟
العرض الواضح هو زيادة حجم الثدي عند الرجل بشكل يشبه ما يقاربه في جسم الإنثى، وتكون الزيادة في النسيج الغددي المفرز وليست في النسيج الدهني. ومن المظهر الخارجي يكون الثدي في شكل مماثل على الجهتين ومستديرا إلى حد ما، كما يكون صلبا أو مطاطي الملمس. وأحيانا يكون التثدي على جانب واحد فقط ومن الممكن ان يختلف حجم التثدي من الناحيتين متصاحبا مع وجود بعض الآلم أو عدم الراحة البسيطة.
ومن اهم ماتجب ملاحظته هو تمييز التثدي عن سرطان الثدي في الذكور والذي يمثل حوالي 1% من حالات سرطان الثدي بشكل عام، حيث يكون السرطان في هذه الحالة في جهة واحدة وليس شرطاً أن يكون مرتبطا بالحلمة، وقد يكون متصاحبا بصلابة عند الملمس كما قد تحدث بعض التغيرات في الجلد المحيط به أو تحدث إفرازات من منطقة الحلمة، كما قد تبرز أورام أخرى (غدد ليمفاوية) في منطقة الإبط ايضا يمكن جسها بالفحص السريري. تجدر الإشارة الى أن الحالات المصابة بالتثدي تكون اكثر عرضة بخمسة أضعاف للاصابة بسرطان الثدي عنها من الرجال الطبيعيين على المدى البعيد ليس لأن التثدي في حد ذاته سبب للسرطان ولكن بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة له، ولذلك من الضروري التأكد من استبعاد التحولات السرطانية عند مراجعة الطبيب المختص.
يجب التفريق بين التثدي وحالة الزيادة في حجم النسيج الدهني للثدي عند الذكور ذوي الوزن الزائد
تشخيص التثدي:
بحسب التعريف فإن التثدي هو وجود نسيج ثدي حقيقي في جسم الرجل بقطر أكبر من نصف سنتيميتر، ولا يعتد بالنسيج الدهني في التشخيص، ويتم الشخيص بالفحص الطبي العام مع مراجعة التاريخ المرضي بشكل مفصل خاصة فيما يخص الأدوية المستخدمة. ويمكن للطبيب طلب أشعة الثدي (ماموقرام) او أشعة رنين مغناطيسي في حالة وجود شك في التحولات السرطانية. كما قد يتطلب الاستقصاء الطبي عمل بعض التحاليل الإخرى لتحديد سبب المشكلة منها صورة الدم الكاملة، تحليل وظائف الكبد والكلى، وتحديد وظائف الغدة الدرقية ونسب الهرمونات الذكورية والأنثوية في الدم.
علاج التثدي:
يرتكز العلاج المبدئي على تحديد وعلاج الحالات المرضية المصاحبة للتثدي المذكورة سابقا ومحاولة إيقاف الأدوية التي قد تعتبر سبباً في الحالة على قدر الإمكان، وبالنسبة للعقاقير العلاجية لحالات التثدي نفسه فالأبحاث على الأدوية لم تثبت فائدة علاجية واضحة لأحد الأدوية ولم يتم ترخيص أي أدوية خاصة بذلك من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وتنحصر فعالية الأدوية المتاحة في المراحل الأولى من التثدي حيث انه بعد مرور 12 شهراً غالباً ما يصبح الوضع ثابتاً ويخضع لقليل من التأثير من جانب العلاجات الدوائية وتبقى الجراحة هي العامل الفعال الوحيد.
أهم الأدوية المتاحة:
- العلاج بالتيستوستيرون (الهرمون الذكري) والذي ثبتت فعاليته إلى حد كبير في الرجال المتقدمين في العمر المصابين بالتثدي ولكنه غير مؤثر فيمن لديهم نسب طبيعية من الهرمونات.
- العلاجات المضادة للهرمونات الانثوية مثل الكلوميد والتي يمكن ان تستخدم لفترة 6 شهور.
- مادة التاموكسفين والتي تقلل إلى حد ما من حجم التثدي ولا تقضي عليه نهائيا وعادةً ماتستخدم في الحالات المتصاحبة بآلام شديدة.
- مادة الدانازول وهى أحد مشتقات الهرمونات الذكرية وتستخدم على نطاق ضيق لعلاج التثدي عند الرجال.
الجراحة:
جراحات تصغير الثدي بانواعها تستخدم في الحالات المتقدمة وهي الحالات التي لا تستجيب للأدوية أو في الحالات التي استمرت لوقت طويل ويقوم بإجرائها جراحو التجميل.