سبب العنوسة في مجتمعنا الاسلامي أكد خبراء اجتماعيون واختصاصيون نفسيون أن ظاهرة العنوسةتتوسع بشكل كبير، وأوضحوا أن «العنوسة» تعود لأسباب مختلفة من بينها تدخل الأهالي وفرض رؤيتهم على المقبلين على الزواج، وأسلوب اختيار الزوجة وبعض العادات والتقاليد وغلاء المهور وارتفاع التكاليف، ونوهوا إلى أنه لو ترك الاختيار إلى الزوجين أنفسهما باعتبارهما صاحبي القرار فإن ذلك سيحدّ من التكاليف المرتفعة أثناء وبعد الزواج. وبين مواطنون استطلعت آراءهم أن تكاليف الزواج أصبحت باهظة وترهق الشباب المقبلين على الزواج، خاصة في بداية حياتهم العملية، فمن أين يأتي بكل هذه الأموال لإتمام عملية الزواج وهو لا يزال يخطو أولى خطوات السلم الوظيفي؟! وأشاروا إلى أهمية الاستعانة بالأهل على تحمل أعباء الزواج.. والذين سيفرضون شروطهم ورؤيتهم. وذكر تقرير صدر حديثاً أن نسبة العنوسة تجاوزت 45%، والسبب الأول -بحسب التقرير- يعود إلى التباهي والتفاخر من جانب العروسين، وارتفاع تكلفة الزواج ومطالب العروس التي لا تنتهي.. ويرى خبراء اجتماعيون أن هذه النسبة تعد كبيرة وقد تهدد النسيج الاجتماعي.. وتحتاج إلى حلول سريعة للحد منها.. في هذا التحقيق محاولة لاستطلاع آراء المواطنين والخبراء حول ظاهرة «العنوسة» ومناقشة أسبابها وسبل حلها والحد منها.. المغالاة في المهور محمد: «هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتشار العنوسة وارتفاع نسبتها وأهمها المغالاة في المهور، وارتفاع تكاليف العرس، حيث ما إن يتقدم شاب لخطبة فتاة حتى يبدأ الأهل في التفنن بطلب العديد من الأشياء لإخراج ليلة العرس على أكمل وجه وفي أغلى القاعات، عدا عن المظاهر الأخرى للتباهي وهي أن يمتلك العريس سيارة فارهة، فللأسف هذه العادات جعلت غالبية الشباب يقبلون على الزواج من الجنسيات الأخرى، لتكوين أسرة وبتكاليف أقل، فهذه الظاهرة منتشرة بشدة في مجمعاتنا . الدراسة سبب التأخر في الزواج وبالاضافة أسبابا أخرى لتأخر الزواج عند كلا الطرفين عدا عن غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، حيث هناك أيضا موضوع الدراسة، فالشباب يرفضون الزواج لحين الانتهاء من الدراسة الجامعية.. سابقا كان الشاب يتزوج في عمر 20 عاما، الآن أصبح يتزوج في عمر 30.،وفتاة نشارك بنصيب من ازمة بسبب انها تصرّ على إكمال تعليمها لما بعد العشرين، ثم بعد ذلك تستمر أيضاً في إصرارها على إخراج ليلة العرس بتكاليف خيالية يلجأ بسببها الشاب إلى الاقتراض من البنوك، وإثقال كاهله، وهو ما يزيد الأمر تعقيداً، لذلك ترى أن الحل يكمن في العودة إلى الدين الحنيف، وعدم الإسراف في مثل هذه الأمور، وهذا يعني أن الالتزام بتعاليم الدين هو أهم صفة يجب النظر إليها عند اختيار شريك حياة الفتاة. فالزواج سكنٌ ورحمةٌ ومودَّةٌ بين الزوجين، وليس مالاً وجاهاً ومركزاً مرموقاً؛ فقد قال الله –تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، فكلام الله –تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- يوجب علينا الالتزام به، حتى نصل بأبنائنا إلى الطريق المستقيم؛ ليحيوا حياةً طيبةً».