مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم » غزوة خيبر ..(الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نسترشده و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ..
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و فقهاً في الدين ، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ..
غزوة خيبر
ولما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من الحديبية ، مكث بالمدينة عشرين يوما ، أو قريبا منها . ثم خرج إلى خيبر واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة وقدم أبو هريرة حينئذ المدينة مسلما . فوافى سباعا في صلاة الصبح . فسمعه يقرأ ويل للمطففين فقال - وهو في الصلاة - : ويل أبي فلان له مكيالان إذا اكتال اكتال بالوافي ، وإذا كال كال بالناقص .
وقال سلمة بن الأكوع : خرجنا إلى خيبر فقال رجل لعامر بن الأكوع ألا تسمعنا من هنياتك ؟ فنزل يحدو ويقول :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إنا إذا صيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا
فقال -صلى الله عليه وسلم - من هذا السائق ؟ قالوا : عامر بن الأكوع . قال رحمه الله فقال رجل من القوم وجبت يا رسول الله لولا متعتنا به ؟ .
قال فأتينا خيبر . فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة . فلما تصافوا خرج مرحب يخطر بسيفه ويقول -
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
- ص 186 - فنزل إليه عامر وهو يقول -
قد علمت خيبر أني عامر
شاكي السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين . فوقع سيف مرحب في ترس عامر فعضه . فذهب عامر يسفل له - وكان سيفه قصيرا - فرجع إليه سيف فأصاب ركبته فمات .
قال سلمة فقلت للنبي -صلى الله عليه وسلم - زعموا أن عامرا حبط عمله فقال كذب من قال ذلك إن له أجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله . ولما دنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من خيبر قال قفوا فوقف الجيش .
فقال اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين . فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ، وخير ما فيها . ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها ، وشر ما فيها . أقدموا باسم الله .
فحاصرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قريبا من عشرين ليلة . وكانت أرضا وخمة شديدة الحر . فجهد المسلمون جهدا شديدا . فقام النبي -صلى الله عليه وسلم - فيهم . فوعظهم وحضهم على الجهاد .
وكان فيهم عبد أسود فقال يا رسول الله إني رجل أسود اللون قبيح الوجه منتن الريح لا مال لي . فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل أدخل الجنة ؟ قال نعم فتقدم . فقاتل حتى قتل فقال النبي -صلى الله عليه وسلم - لما رآه لقد - ص 187 - حسن الله وجهك ، وطيب ريحك . وكثر مالك وقال لقد رأيت زوجتيه من الحور العين تتنازعان جبة عليه . وتدخلان فيما بين جلده وجبته .
فافتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بعضها ، ثم تحول إلى الكتيبة ، والوطيح ، والسلالم . فإن خيبر كانت جانبين الأول الشق والنطاة ، الذي افتتح أولا . والثاني : ما ذكرنا .
فحاصرهم حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوه الصلح . ونزل إليه سلام بن أبي الحقيق فصالحهم على حقن الدماء وعلى الذرية ويخرجون من خيبر ، ويخلون ما كان لهم من مال وأرض . وعلى الصفراء والبيضاء والحلقة إلا ثوبا على ظهر إنسان .
فلما أراد أن يجليهم قالوا : نحن أعلم بهذه الأرض منكم . فدعنا نكون فيها . فأعطاهم إياها ، على شطر ما يخرج من ثمرها وزرعها .
ثم قسمها على ستة وثلاثين سهما ، كل سهم مائة سهم . فكانت ثلاثة آلاف وستمائة سهم . نصفها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - وما ينزل به من أمور المسلمين . والنصف الآخر قسمه بين المسلمين .
المصدر: موقع الاسلام الدعوي و الارشادي[/size][/font]