سلسلة أسرار ترتيب القرآن ||8|| سورة يونس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومـن سيئـات أعمـالنـا مـن يهـده الله فـلا مضل له ومن يضلل فلا هـادي لـه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولـه
.. وبعـد أخواني ، أخواتي أعضاء و رواد منتدى..
اقدم لكم اخوتي كتاب
** أسرار ترتيب القرآن **
هذا الكتاب يذكر أسرار ترتيب سور القرآن، وقد توخى فيه مؤلفه الربط بين نهايات السور وبدايات السور التاليات لها، وكذلك الآيات مع بعضها. وقد عرض في ثنايا حديثه لأسباب النزول، والكتاب مرتب حسب ترتيب السور والآيات حسب ورودها في المصحف.
للمؤلف السيوطي
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين إمام حافظ مؤرخ أديب. له نحو 600 مصنف، ولد سنة (849 هـ) ونشأ في القاهرة يتيما (مات والده وعمره خمس سنوات) ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزويا عن أصحابه جميعا، كأنه لا يعرف أحدا منهم، فألف أكثر كتبه. وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها. وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه، وأرسل إليه هدايا فردها. وبقي على ذلك إلى أن توفي سنة (911 هـ)..
سورة يونس
أقول: قد عرف وجه مناسبتها فيما تقدم في الأنفال ونزيد هنا: أن مطلعها شبية بمطلع سورة الأعراف وأنه سبحانه قال فيها: {أَن أَنذِر النَّاس وَبشِر الذينَ آمنوا} فقدم الإنذار وعممه وأخر البشارة وخصصها وقال تعالى في مطلع الأعراف: {لتُنذِرَ بِهِ وذِكرى للمؤمنين} فخص الذكرى وأخرها وقدم الإنذار وحذف مفعوله ليعم وقال هنا: {إِنَّ رَبَكُم اللَهُ الذي خَلقَ السمواتِ والأَرضِ في ستةِ أَيام ثُمَ استوى على العَرش} وقال في الأوائل أي أوائل الأعراف مثل ذلك وقال هنا: {يدبر الأَمر} وقال هناك: {مسخرات بأَمرهِ أَلا لهُ الخلق والأَمر} وأيضاً فقد ذكرت قصة فرعون وقومه في الأعراف فاختصر ذكر عذابهم وبسطه في هذه فهي شارحة لما أجمل في سورة الأعراف منه