بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))
السلام عليكم
اتطرق لهذا الحديث الشريف من منظارين اتنين الاول الاعجاز العلمي في هذا الحديث والمنظار التاني صفات المؤمنون
االاعجاز العلمي في هذا الحديث
لابين الاعجاز العلمي في هذا الحديث
اقول أن شكوى العضو المصاب هي شكوى حقيقية، وبمجرد حدوث ما يتهدد انسجته وخلاياه تنطلق في الحال نبضات عصبية حسية من مكان الإصابة علي هيئة استغاثة إلي مراكز الحس والتحكم غير الإرادي في الدماغ وتنبعث في الحال أعداد من المواد الكيميائية والهرمونات من العضو المريض بمجرد حدوث ما يتهدد أنسجته ، تذهب هذه المواد إلى مناطق مركزية في المخ فيرسل المخ الي الأعضاء المتحكمة في عمليات الجسم الحيوية المختلفة أمرا باسعاف العضو المصاب واغاثته بما
يتلاءم وإصابته، أو مرضه.
وفي الحال تتداعى( أي يدعو بعضها بعضا) تلك الأعضاء المتحكمة في عمليات الجسد الحيوية المختلفة، ، فمراكز الإحساس تدعو مراكز اليقظة والتحكم في في المخ وهذه بدورها تدعو الغدة النخامية لإفراز الهرمونات التي تدعو باقي الغدد الصماء لافراز هرموناتها التي تدعو وتحفز جميع أعضاء الجسم لنجدة العضو المشتكي، فهي شكوى حقيقية، وتداع حقيقي، وليس على سبيل المجاز،
ومعنى التداعى أن يتوجه كل جزء في الجسد بأعلى قدر من طاقته لنجدة العضو المشتكي وإسعافه،
فالقلب ـ يسرع بالنبض لسرعة تدوير الدم وإيصاله للجزء المصاب، في الوقت الذي تتسع فيه الأوعية الدموية المحيطة بهذا العضو المصاب وتنقبض في بقية الجسم، لتوصل إلى منطقة الاصابة ما تحتاجه من طاقة، وأوكسجين، وأجسام مضادة وهرمونات، وأحماض أمينية بناءة لمقاومة الاصابة والعمل على سرعة التئامها،
وهذه هي خلاصة عمل أعضاء الجسم المختلفة من
القلب إلى الكبد، والغدد الصماء، والعضلات وغيرها، وهي صورة من صور التعاون الجماعي لايمكن أن توصف بكلمة أبلغ ولا أشمل ولا أوفى من التداعي.
وهذا التداعي يبلغ درجة عالية من البذل والعطاء إذ يستدعي من الأعضاء والأجهزة والأنسجة والغدد المتداعية أن تتنازل عن جزء من مخزونها من الدهون والبروتينات من أجل إغاثة العضو المشتكي، ويظل هذا السيل من العطاء مستمرا حتى تتم عملية الإغاثة، وتتم السيطرة على الإصابة أو المرض، والتئام الأنسجة والخلايا الجريحة أو المريضة، حتى يبرأ الجسد كله أو يموت كله.
وصف المؤمنين في القرءان والسنه
*لوصف المومنين في القرءان والسنة هدفان ؟ ان تعرف من هو المؤمن، وأن تتحرك نحو هذا الهدف،
وأن يكون هذا الوصف مقياساً لك، لأن تعرف من هو المؤمن، وأن تسعى لأن تكون مؤمناً، وبالتالي مقياس لك لتعرف نفسك
لك أخوة مؤمنون، اصاب احدهم خير، إن فرحت لهذا الخير الذي أصاب أخاك فأنت مؤمن لماذا؟ لأن المنافقين وصفهم الله عز وجل فقال:
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾
، وإذا تألمت وانزعجت، ، وتمنيت لو أن هذا الخير لم يصل إليه، أو تمنيت زواله عنه، أو سعيت إلى إزالته، فأنت منافق والدليل في الآية الكريمة:
﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾
﴿ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾
تقسيم المجتمعات الإسلامية إلى فئات وجماعات تقسيمات ما أنزل الله بها من سلطان:
ان الحب بين المؤمنين أحد لوازم الإيمان،
ما لم يكن انتماؤك إلى مجموع المؤمنين فلست مؤمناً، ،ان الله عز وجل في القرآن الكريم أكد على مقياسين، مقياس العلم والعمل، فإذا كنت مؤمناً علماً، ومستقيماً سلوكاً، فأنت أخي في الله، حتى لو كنت من جماعة اسلامية اخرى وتقسيم الناس إلى جماعات، سبب في التفرقة ولن ننجح إلا إذا كان الانتماء إلى مجموع المؤمنين،
(( مَثَلُ المؤمنين - مجموع المؤمنين- في تَوَادِّهم - المودة بينهم
- وتراحُمهم وتعاطُفهم - التعاطف شعور داخلي، والتراحم سلوك،
والمودة تعبير عن الحب –
مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))
لذلك أن الطغاة بالأرض معهم ورقة رابحة وحيدة، هي التفرقة بين الناس، لذلك قال تعالى
﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ﴾
فقسم يهود فلسطين إلى عربي، وبدوي ودرزي وضفة وقدس هوية زرقاء واخرى خضراء . حزب تحرير وإخوان مسلمون احمدي وبهائي وتبليغ ودعوة فتح وحماس تفرقة واضحة مركزة وممنهجة مع ان الواجب ان يكون الانتماء الى مجموع المؤمنين لتكون مؤمنا وأن تكون المودة والرحمة والعطاء والتعاطف لكل المسلمين
على الإنسان أن يكون انتماؤه إلى مجموع المؤمنين كي يكون مؤمناً :
(( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))
لا يوجد إنسان إلا ويعلم حقيقتة نفسه ، ولا يمكن ان يخدع نفسه لدقيقة واحدة
﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
من دلائل قدرة الله عز وجل المودة و الرحمة بين المؤمنين :
قال تعالى :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾
ود فيما بينهم، و ود فيما بينهم وبين الله
اللهم اجعلنا من المؤمنين الصابرين المحتسبين المتحابين في الله. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم