الأسرة المسلمة والشاشة الأسرة المسلمة والشاشة
هل تتذكرون يوم نادى جاك شيراك رئيس وزراء فرنسا الأسرة في بلده بأن تستغني عن جهاز التلفاز يوماً واحداً فقط في الأسبوع؟
أراد أن يجلس أفراد الأسرة مع بعضهم ولو لبضع ساعات يؤكدون بها رابطة الأسرة!
لقد أطلق هذا النداء عندما رأى الواقع المنهار للأسرة الفرنسية، وأزعجه الحال الذي وصل له المجتمع الفرنسي فحاول أن يعيد نوعاً من التوازن، من ذلك أن حوالي 5 ملايين امرأة متزوجة على علاقة جنسية بغير زوجها! وأن عدد الأمهات العازبات يصل إلى مليون امرأة وأن هناك طفلاً غير شرعي بين كل 15 طفلاً! لا نحتاج إلى إيراد الأرقام لنؤكد الوضع السئ للأسرة الفرنسية وليست الأسرة البريطانية أو الأمريكية بأحسن حالاً منها.
لقد أدرك بعض عقلاء الغربيين خطورة ما يعرض على الشاشات على القيم والأخلاق فكرروا الدعوة إلى وجوب المحافظة على الرابطة الأسرية، ولكن هذه الأصوات الضعيفة القليلة تضيع وسط السعار المحموم وعبودية الشهوات واستعباد المرأة والجري وراء المال خصوصاً أن هذا ترعاه شركات كبرى ضربت بكل شئ عرض الحائط إلا مصالحها الشخصية.
ونحن اليوم نقف بعد أكثر من 6 سنوات من البث الفضائي فماذا كانت النتيجة وما هو الحصاد؟ وما أثر آلاف البرامج على الرابطة الأسرية وعلى تعظيم الله عز وجل وتكريس احترام الوالدين والحفاظ على المروآت والأخلاق والأعراض؟..إن الواقع يشهد بوضوح نهماً متزايداً لاستهلاك كل ما هو غربي، وزيادة في المشكلات الأسرية بسبب ما يعرض في القنوات من مشاهد لحسناوات المظهر خبيثات المعدن تزهد الرجل في زوجته وتغرقه في نهر الشهوات المحرمة ويضيع أولاده وينحرفون دون أن يحرك ساكناً لأن فاقد الشيء لا يعطيه، كما أثمرت هذه البرامج رقة في الدين إلا من استمسك من الله بحبل متين.
تذكرت أيضاً ذلك الخبر الصغير المنشور على استحياء في إحدى صحفنا المحلية حول اتفاق مجموعة من الجيران في مدينة الطائف على تنظيف حيهم من الأطباق الفضائية ودعم سكان الحي تلك الاتفاقية بالتعاون مع المكاتب العقارية بوضع شرط إضافي هو عدم تركيب الطبق بالمنزل المؤجر..
إنها وسائل للحياة السعيدة يتطلبها من وفقهم الله للخير وإنها تصرفات من عقلاء أرادوا أن يتجنبوا ويلات المعصية فهل يكون بعض الغربيين أعقل منا وأحرص على مصالح مجتمعاتهم؟؟
المصدر: د. رقية بنت محمد المحارب - موقع لها أون لاين