حصريا لا تكن وأنت الذي تحمل راية الحق أول منهزم!.. لا تكن وأنت الذي تحمل راية الحق أول منهزم!..
يا خيرة خلق الله، يا من رضوا لأنفسهم شرف العبودية له، وامتثال أمره،
وهي ليست مخصصة على شريحة معينة من الصالحين،
بل تعم كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وعرف أن حياته ابتلاء له ولغيره أيهم أحسن عملا..
فقد بين الله في كتابه الكريم أن العبد لا يكون رابحا خارجا من جملة أصحاب الخسارة إلا باستكمال أربعة أمور،
وعلى قدر استكمالها يكون مقدار ربحه، وعلى قدر نقصها فيه يكون مقدار فوات ذاك الربح واستجلابه للخسارة،
وتلك الأربعة هي المبينة في سورة العصر
كما قال تعالى(وَالْعَصْرِ , إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ.
إِلَّا الَّذِينَ"آمَنُوا": الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
"وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ": وترجموا ذلك العلم بالعمل الذي يصلحهم الله به لمجاورة الرب في جنته.
"وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ": فلم يكتفوا بإصلاح أنفسهم بل إنهم يوصي بعضهم بعضًا بذلك الإيمان والعمل الصالح ، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.
"وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ": لأنه لا بد أن ينالهم في سبيل ذلك أذى فإنهم يوصي بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
فإن لم يتعلم العبد فلن يؤمن وبالتالي فستكون خسارته مطلقة من كل وجه.
وإن تعلم وآمن ولم يعمل لم يكن إيمانه صحيحا،
إذ لو صح إيمانه لصدقه العمل به، فلا يمكن لمؤمن بعظمة الله أن يستهين بأمره،
ولا يمكن لمؤمن بالبعث والجزاء أن لا يعمل صالحا ولا يترك محرما.
فلو صح العلم تبعه العمل ولا بد.
وإن صحت ترجمته للإيمان بالعمل الصالح تبعه دعوة غيره إلى ما آمن به وترجمه بالعمل، وذلك لأن من جملة العمل المأمور به من آمن
أن يدعو إلى صراط ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، بل هو منهي عن رؤية المنكر وعدم إنكاره،
فإن صح إيمانه صح عمله ونتج عنه دعوته لغيره وتواصيه وإياه بذلك..
فكل من آمن بشيء حق الإيمان دعا إليه ولا بد..
وإن وصل إلى هذه المرتبة فإنه لا بد وأن يصيبه في سبيل ذلك ما جعله الله سنة من سننه في الكون
ليمحص الله ما في قلوب من سلك هذا الطريق وليبتلي ما في صدره من صدق في إرادة وجهه تعالى
من إرادة غيره من المقاصد الدنية والأغراض المستقبحة ليحيي من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة..
والدعوة إلى الله ميدان عظيم يجاهد فيه كل صالح بحسب ما كان معه من البصيرة والعمل بدين الله،
فأعظم أولئك مجاهدة ومطالبة بذلك هم أهل العلم الراسخون فيه، ويليه طلبة العلم الصادقين،
ثم كل من علم من دين الله ولو آية واحدة فإنه مطالب بتبليغها لغيره.
إذن لا خروج لعبد من هذا الميدان، فلا تنأ بنفسك يا قارئي عن مقالي فإنك معني به.!!
يُتبعـــــــــــ إن شاء الله