النظافة من الإيمان السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هي عبارة تتردد كثيرا علي الألسنة لكن يبدو أننا لا نعي المعني المقصود منها، فهناك ارتباط شرطي موجود داخل الجملة، وهو أن النظافة ترتبط بايمان الفرد فكلما زادت درجة الايمان زاد الاحساس بالنظافة والعكس صحيح، ونستطيع بهذه الجملة البسيطة (النظافة من الايمان) أن نواجه بها فيما لو التزمناها وحرصنا علي تحقيق معناها ـ أعتي موجات الأمراض التي تنتشر كعدوي أو كوباء ونحن بالفعل نعيش هذه الحالة بعد أن ظهرت في حياتنا أمراض مستحدثة وأخري قديمة عادت فالأولي تجلت في الإنفلونزا بنوعيها (الطيور والخنازير) والثانية في (الطاعون والتيفويد)، والايمان هنا يلزم صاحبه أن يعتني أولا بنظافة ثوبه كما يعتني بنظافة جسمه إعمالا بمبدأ إبدأ بنفسك، فنظافة الظاهر تعين علي نظافة الباطن، ويعلم الجميع أن عدم النظافة من أهم أسباب عدوي الأمراض السارية، ويقضي حكم الدين بأن طهارة ثياب المصلي كطهارة بدنه شرط في صحة صلاته قال تعالي: "وثيابك فطهر" ونأخذ من أقوال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) المعني والحكمة، منها قوله. "إذا قام أحدكم من نومه فليغسل يديه"، هذه فلسفة ايمانية لها دلالتها، إن النفس لتنشرح للمكان النظيف وتنقبض لمنظر القذارة، وقد اهتمت الأديان بنظافة الطريق، يروي عن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أنه قال: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم". إن نظافة الطريق تبعث علي البهجة في النفوس وهي وسيلة مهمة للحد من انتشار الهوام التي هي مصدر رئيسي لانتشار الأمراض، إن إماطة الأذي عن الطريق شعبة من الايمان وأن لفاعلها ثوابا عند الله تعالي، وفي ذلك يقول رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، "الايمان، بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق، والحياء شعبة من الايمان"، وقال: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك علي الطريق فأخره، فشكر الله له فغفر له"، وقال عليه الصلاة والسلام: "عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذي يماط عن الطريق"، فاشاعة الفوضي في الطريق العام واتساخه بالقاء الفضلات مما يؤذي المارة هي سيئة تنقص من درجة إيمان الفرد، فعلينا جميعا كمواطنين نتلمس طريق النجاة أن نسهم في نظافة بلدنا وهي مسئوليتنا.